القات.. كارثة الجوع والعطش

أرى عزيزي القارئ بأن “القات” يعد الخبر الاقتصادي الأول والأهم في صحيفة الأحداث اليومية للمواطن اليمني، كيف لا وهو يستنزف من ميزانية الأسرة اليمنية ما بين 62٪ إلى 03٪ محتلاً بذلك المرتبة الثانية بعد الغذاء، كما يقدر حجم الإنفاق الشعبي على تعاطي القات بنحو 250 مليار ريال سنوياً(أي أكثر من نصف مليار ريال في اليوم)، وتصل الساعات المهدرة جرّاء جلسات تعاطي القات الى حوالي عشرين مليون ساعة عمل في اليوم.

أرى عزيزي القارئ بأن “القات” يعد الخبر الاقتصادي الأول والأهم في صحيفة الأحداث اليومية للمواطن اليمني، كيف لا وهو يستنزف من ميزانية الأسرة اليمنية ما بين 62٪ إلى 03٪ محتلاً بذلك المرتبة الثانية بعد الغذاء، كما يقدر حجم الإنفاق الشعبي على تعاطي القات بنحو 250 مليار ريال سنوياً(أي أكثر من نصف مليار ريال في اليوم)، وتصل الساعات المهدرة جرّاء جلسات تعاطي القات الى حوالي عشرين مليون ساعة عمل في اليوم.

 

العجيب في هذا الخبر اليومي أن تجد من يشكو إليك الفقر والطفر-ليلاً- متكئاً بعد ظهر كل يوم والى جانبه “ربطة قات” بمئات الريالات، والأعجب من ذلك أن الكل متفقون(مخزنين ومقوتين) على كارثية القات على الإنسان اليمني، وأنه أساس البلاء.. وهم مُحقون في ذلك، فهناك إجماع لدى الخبراء والاقتصاديين على أن جذور المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بلادنا تكمن في “القات” والذي -ولا شك- بأن نقص المواد الغذائية “الحبوب” وارتفاع أسعارها عالمياً زادت من حدة آثاره السلبية.

وتكمن كارثية القات في خطره الكبير على الأمن الغذائي ، حيث توسعت زراعة القات في السنوات الأخيرة وباضطراد على حساب المحاصيل الأخرى، وأصبح ينافس وبشدة زراعة محاصيل كالفواكه والحبوب اللازمة لتوفير الأمن الغذائي وتقليص الفجوة الغذائية لليمن.. وتشير الأرقام إلى أن المساحة المزروعة بالقات ازدادت خلال العقود الثلاثة الماضية بحوالي 18 ضعفًا، حيث ارتفعت من 7 آلاف هكتار في عام 1970 إلى 127 ألف هكتار في عام 2005، وبما يساوي 25 ٪ من الأراضي الزراعية المروية.
بالإضافة إلى ذلك فإن زراعة القات تشكل تهديداً حقيقياً لموارد البلاد المائية المستنزفة أصلاً والمهددة بالجفاف، حيث أن 06٪ من المياه المستهلكة تذهب لري مزارع القات، بالإضافة إلى أن ما يقارب (27) ألف بئر ماء تستنفد مياهها بالكامل في مزارع القات من بين ما يقارب (45) ألف بئر ماء تعتمد عليها البلاد، وفي ظل عدم وجود أية موارد مائية أخرى.

وإذا كنت - عزيزي القارئ- أرى بأن “القات” يعد الخبر الاقتصادي الأول والأهم في صحيفة الأحداث اليومية للمواطن اليمني، فهو دون أدنى ريب يُعد الخبر الأسوأ على الإطلاق يومياً... سبعة ملايين شخص معظمهم من الرجال يتعاطون القات ويمضغون الجوع والعطش... يمضغون الكارثة.

نشرت في صحيفة الجمهورية
http://www.algomhoriah.net/atach.php?id=14741

في الملف التالي عرض تقديمي لتجربتي في الاقلاع عن القات بعد عشرين عاما من تعاطيه

شارك بتعليق - رأيك بالمقال

0
Extension Restriction Allowed file extensions: bmp, csv, doc, gif, ico, jpg, jpeg, odg, odp, ods, odt, pdf, png, ppt, rar, txt, xcf, xls, zip 0 / 3
شروط وخصوصية الموقع.
  • لاتعليقات حتى اللحظة

شهادات منوعة



إذاعـيـات

كلمات ملهمة

من ألبوم التدريب



المتواجدون حالياً

85 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

كـلـمـات

في رحلة حياتك ثلاثة أصدقاء لا يمكنك الاستغناء عنهم: 
الوعي والإيمان والحب، أهمهم هو الحب.. احذر أن تفارقه لحظةً واحدة.

Scroll to top