مصر.. الوجدان والقلب الكبير | صحيفة الوطن المصرية

أتحين الفرصة كلما مررت بجوار دكان جارى المصرى الذى فقد أخاه شهيداً فى حرب اليمن لألقى عليه سلاماً خاصاً وخالصاً، وكلما تحدثت معه تتراءى لى واجهة مقبرة الشهداء المصريين فى مدينتى الحديدة على شارعها الرئيسى، أو النصب التذكارى لهم فى مدخل العاصمة صنعاء.. وغيرها من شواهد شهداء وأبطال مصر فى اليمن.. إنها مصر ليس مجرد بلد شقيق على خارطة أو مساحة على جغرافيا أو عدد سكان، بل قيمة ومكانة فى الوجدان. غُرست مصر فى وجدان الشعب اليمنى كحالة حب تقترب من القداسة والتعظيم، لقد ترسخت فى وجدان اليمنيين وعلى وجه الخصوص قبل نصف قرن حين روت دماء أبطالها من الجيش المصرى الأرض اليمنية دفاعاً عن حرية اليمنيين، وغاية فى تخليصهم من الظلم والطغيان، وإرساء النظام الجمهورى وإنهاء حكم الكهنوت الدينى والتمييز الاجتماعى.

أتحين الفرصة كلما مررت بجوار دكان جارى المصرى الذى فقد أخاه شهيداً فى حرب اليمن لألقى عليه سلاماً خاصاً وخالصاً، وكلما تحدثت معه تتراءى لى واجهة مقبرة الشهداء المصريين فى مدينتى الحديدة على شارعها الرئيسى، أو النصب التذكارى لهم فى مدخل العاصمة صنعاء.. وغيرها من شواهد شهداء وأبطال مصر فى اليمن.. إنها مصر ليس مجرد بلد شقيق على خارطة أو مساحة على جغرافيا أو عدد سكان، بل قيمة ومكانة فى الوجدان. غُرست مصر فى وجدان الشعب اليمنى كحالة حب تقترب من القداسة والتعظيم، لقد ترسخت فى وجدان اليمنيين وعلى وجه الخصوص قبل نصف قرن حين روت دماء أبطالها من الجيش المصرى الأرض اليمنية دفاعاً عن حرية اليمنيين، وغاية فى تخليصهم من الظلم والطغيان، وإرساء النظام الجمهورى وإنهاء حكم الكهنوت الدينى والتمييز الاجتماعى.

 

ليس ذلك فحسب بل ظل أبطالها وأبناؤها لسبع سنوات إلى جانب إخوتهم اليمنيين يبذلون كل غالٍ ونفيس فى إعداد وتأسيس جهاز الدولة وبنيتها التحتية والتنظيمية، وأخذوا بأيدى اليمنيين يقيلون عثرتهم ويوقظونهم من غفوة الجهل، وينتشلونهم من غيابة التخلف القابعين فيه لعشرات السنين.. كانت مصر المدرسة التى تعلم اليمنيون فيها وما زالوا، منارة التنوير التى أضاء نورها مدنهم وقراهم، لهذا كله احتلت مصر فى الذاكرة اليمنية حالة خاصة من الوجدان والعاطفة والقيمة الإنسانية والتاريخية والثقافية. ولأن «الكبير كبير» فلا تزال مصر تتربع على هذه المكانة الرفيعة وتترقى أكثر فيها، فها هى (أم الدنيا) تتعامل اليوم مع الأزمة اليمنية والحرب الدائرة فيها بمسئولية الأخ الأكبر الحكيم والحاضن، تفتحت أبوابها وأذرعها لأبناء اليمن الفارين من نير الحرب وتداعياتها والأوضاع غير المستقرة، تقدم لهم الخدمات بصدر رحب، وتيسر لهم الإجراءات وتذلل العقبات، ويعيشون بين إخوتهم المصريين كأنهم أبناء هذا البلد الطيب والكريم. لا يشعر المرء بالغربة وهو فى مصر وسط جيرانه المصريين، فالمصرى بطبعه وخصائص شخصيته طيب القلب وسهل المعشر، مضياف، لا يحمل غروراً أو كبراً يتعامل معك بترحاب وحب واهتمام وكأنك جزء منه و«عشرة قديمة»، وقبل هذا وذاك هو شعب «صاحب نكتة» يحب الابتسام ويكره الاكتئاب، يعشق الغناء والموسيقى، والحكمة تقول لا تخف وثق بمن يبتسم ويسمع الموسيقى.

تمر الأيام ويدعونى -ذات يوم- جارى المصرى صاحب الدكان إلى فرح ابنه على عروس من أبناء الجالية اليمنية بمصر، ولأننا أهل فن وغناء عجت قاعة الفرح باليمنيين والمصريين، وتعالت الأهازيج والزغاريد، وبين لحن صنعانى وطرب مصرى ورقصات لمهرجان شعبى و«شرح لحجى» كانت المودة والحب والسلام تحلق بنا فى فضاء الأخوة والأمن والأمان... حفظ الله مصر واليمن.

 

رابط المقال على موقع صحيفة الوطن المصرية 

https://www.elwatannews.com/news/details/3615475

 

 

شارك بتعليق - رأيك بالمقال

0
Extension Restriction Allowed file extensions: bmp, csv, doc, gif, ico, jpg, jpeg, odg, odp, ods, odt, pdf, png, ppt, rar, txt, xcf, xls, zip 0 / 3
شروط وخصوصية الموقع.
  • لاتعليقات حتى اللحظة

شهادات منوعة



إذاعـيـات

كلمات ملهمة

من ألبوم التدريب



المتواجدون حالياً

28 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

كـلـمـات

في رحلة حياتك ثلاثة أصدقاء لا يمكنك الاستغناء عنهم: 
الوعي والإيمان والحب، أهمهم هو الحب.. احذر أن تفارقه لحظةً واحدة.

Scroll to top