التعلم المنظمي المستمر ضرورة الإبداع والتميز
- المجموعة: مقالات
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 15 نيسان/أبريل 2022 20:37
- تاريخ النشر
- كتب بواسطة: مدير الموقع
- الزيارات: 260
تتعرض منظمات الأعمال ـ في ظل الانفتاح الاقتصادي العالمي والتطور التقني المتتابع ووجود مؤثرات خارجية عليها لا يمكنها التحكم بها ـ إلى موجة متسارعة من التنافسية متعددة الأطر؛ مما يفقدها قدرتها على الثبات والبقاء والاستمرار إن لم تكن راسخة وقائمة على جذور متينة، وتتعذر عليها مواجهة التحديات التي تحيط بها، وعندها فلا مجال أمامها سوى أن تتبنى طرقًا جديدة في أداء أعمالها وتحقيق أهدافها لتبقى على الحياة والاستدامة ولتواصل النمو والتوسع وتعزز من مزاياها التنافسية.
تتعرض منظمات الأعمال ـ في ظل الانفتاح الاقتصادي العالمي والتطور التقني المتتابع ووجود مؤثرات خارجية عليها لا يمكنها التحكم بها ـ إلى موجة متسارعة من التنافسية متعددة الأطر؛ مما يفقدها قدرتها على الثبات والبقاء والاستمرار إن لم تكن راسخة وقائمة على جذور متينة، وتتعذر عليها مواجهة التحديات التي تحيط بها، وعندها فلا مجال أمامها سوى أن تتبنى طرقًا جديدة في أداء أعمالها وتحقيق أهدافها لتبقى على الحياة والاستدامة ولتواصل النمو والتوسع وتعزز من مزاياها التنافسية.
ومما يضعف تنافسية الكثير من المنظمات ويعرضها لخطر الخروج من سوق الأعمال هو عدم تنبهها واستشعارها للتغيرات والتحديات التي تحيط بها، وعدم إدراكها لعوامل النمو ومتطلبات التطوير والازدهار، وضعف إجراءاتها في إضفاء المرونة على حركتها، مع عدم استفادتها من خبراتها ورأس مالها الفكري وتوظيفها في تحسين ممارساتها التنافسية.
إن منظمات الأعمال المتميزة تتأمل أدوارها ومواقعها وممارساتها البينية والذاتية بشكل يومي بل لحظي فهي تنتج كمًا متزايدًا من المعرفة والخبرة والمعلومات التي يجب ألا تهدر، فتتعامل معها على أنها ثروة متجددة ومخزون يجب استثماره لتبني عليه قراراتها وتحركاتها، هذه المنظمات وضعت لنفسها ضمن استراتيجياتها الاستثمار المعرفي والتعلم المستدام بما يضمن لها حساسية عالية من التيقظ وسرعة الاستجابة للمواقف والتغيرات، فالمنظمة المتعلمة ليست فقط كلمة رنانة يرددها القادة أو المهتمون، بل أصبحت قدرات محورية وأساسية لأي منظمة تريد أن تحقق النجاح وتحافظ عليه لسنوات وعقود قادمة.
المنظمة المتعلمة هي التي تتمكن من توظيف التقنية في جمع ودراسة وتحليل البيانات والمعلومات التي تنتج في داخلها وبما تتعرض له لتتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب بالشكل الصحيح وتعمل على تطوير ممارسات فريقها في التأمل والابتكار والتطوير والتحسين المستمر، والمنظمة المتعلمة الجادة لا يمكنها أن تحقق ذلك ما لم تتبنى نظامًا تفاعليًا بين أعضاء فريقها لاكتساب المعرفة وتبادل الخبرة ودراسة التجارب وإجراء المقارنات واختيار أفضل الممارسات التي تعزز استثمارها لمقوماتها.
التعلم المستمر والمستدام قيمة تحتاجها كل منظمة تسعى للتميز والتنافس والتطور والنمو، ووفقًا لـريتشارد كاراش (Richard Karash) في كتابه لماذا المنظمة المتعلمة؟ (Why a learning organization?) فإن المنظمات المتعلمة بيئة صحية للعمل والإنتاج أكثر من غيرها لأن فيها درجة عالية من الالتزام والمبادرة والمسؤولية وتغذي التفكير الإبداعي والمستقل بما يزيد من القدرة على إدارة عمليات التطوير والتغيير، وتطلق العنان للتحسين المستمر ورفع الجودة وتحقيق نتائج أفضل، وأخيراً، فهي تستجيب لحاجة إنسانية أساسية وهي الحاجة للتعلم والتطور.
ومن الطبيعي في هذا الصدد التأكيد على أن تبني المنظمة للتعلم نهجًا وسلوكًا يفتح لها آفاقًا من التميز والإبداع؛ حيث يرتبط التعلم المستمر والمستدام إيجابًا بتنامي الإبداع الإداري، فبقدر ما تكون المنظمة دائمة التعلم ومتجددة المعلومات والمعارف وغارسة لثقافة التعلم ومشجعة على التفكير يصبح أفرادها أكثر إبداعًا وابتكاراً؛ حيث تنمو معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم ويكونوا قادرين على تحليل واقعهم وفهم إمكاناتهم، والعمل على تطويرها، وبحيث يكونوا أكثر حساسية ومرونة في التعامل مع المواقف والمشكلات وابتكار الأفكار الأصيلة التي تترجم على هيئة خطط وبرامج عمل على أرض الواقع.
ويعد بيتر سينجي (Peter Senge) من الرواد الأوائل الذين تناولوا موضوع المنظمة المتعلمة في كتابه البعد/المنهج الخامس (The fifth Discipline) حيث يرى أن على المنظمة أن تلتزم بعدد من الأسس أو المتطلبات لتوصف بالمنظمة المتعلمة، وهي كالتالي:
- التمكُّن والالتزام الشخصي (Personal Mastery) وهو حجر الزاوية للمنظمة المتعلمة ويعني التزام الأفراد بالتعلم مدى الحياة بحيث يكون منهج مستمر يتبعه الفرد لتحسين ذاته وقدراته.
- التفكير المنظومي (System thinking)، ويعني القدرة على فهم وبناء وتكوين الصورة الشاملة للنظام، برؤية الكل بدلا عن الرؤية الجزئية أو الفرعية فقط، ومعرفة طبيعة العلاقات التي تربط أجزاء النظام والتي تتأثر ببعضها البعض.
- النماذج الذهنية (Mental Models)، وهي تعبِّر عن الافتراضات والتعميميات والمعتقدات الشخصية التي يحملها الأفراد ويفسرون من خلالها الأمور وتؤثر على تصوراتهم وتحيزاتهم وقرارتهم اليومية؛ لذلك لابد من اكتشاف هذه النماذج لمعرفة كيفية تصرفاتهم السلوكية وأدائهم، والعمل على ايجاد وبناء تفكر نظمي في المنمة
- الرؤية المشتركة (Shared vision)، ويقصد بها قدرة الأفراد على رسم صورة جماعية مشتركة لما ستكون عليه المنظمة في المستقبل، أو ما يرغبون في تحقيقه؛ فالمنظمات الناجحة هي التي تستطيع أن تجمع أفرادها حول رؤية مشتركة يلتزمون بها ويسعون نحو تحقيقها.
- التعلُّم الجماعي (Team Learning)، ويعني سعي الأفراد العاملين في المنظمة للتعلم والعمل كفريق فيما بينهم، ويعد مفتاح التعلُّم بالمنظمة، حيث يتم من خلاله التفكير بصورة جماعية منظمة واكتساب المعرفة وتنظيمها ومشاركتها وتوحيد الجهود لتحقيق النتائج التي يرغبون في تحقيقها.
تقوم المنظمات المتعلمة على أساس أن التعلم عملية ضرورية ومستمرة وخلاقة، وأنه الأداة التي بواسطتها تستطيع التكيف الدائم والتطوير للاستجابة للتغيرات البيئية؛ وابتكار حلول للمشكلات والتحديات في جميع المواقف والظروف، كما تعتمد المنظمات المتعلمة على إنشاء بيئات عمل مشجعة على التفكير النقدي والإبداعي الجمعي، ليس فقط من قبل أعضاء الادارة العليا وإنما من جميع أعضاء ومستويات المنظمة وإشراكهم في إعداد الخطط وصنع القرارات ورسم التصورات عن مستقبل منظمتهم، والاستفادة من مواردهم الفكرية ومخزونهم المعرفي وإمكاناتهم الذاتية.
إن التعلم المستمر والمستدام لمنظمات الأعمال ينبغي أن يمزج باستراتيجياتها ويرتبط بقيمها ويكون ثقافتها التنظيمية وأن يحظى برعاية وتحفيز القيادات العليا وأن تمارسه بشكل مستمر لترسيخه في كافة لحظات وإجراءات وعلاقات المنظمة.
________________________________________
حقوق الفكر والنشر محفوظة، لا يسمح بالنسخ والنقل دون إذن. يمكن مشاركة المحتوى مباشرةً من الصفحات والحسابات الخاصة بالمؤلف.
________________________________________
تعليقات
- لاتعليقات حتى اللحظة
كلمات ملهمة
بودكاست إدارة بوست
المتواجدون حالياً
35 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
شارك بتعليق - رأيك بالمقال