يبدأ التفكير في إنشاء مشروع صغير عندما يتوافر رائد الأعمال الصغيرة (الريادي) والذي تتولد لديه فكرة معينة يريد ترجمتها في شكل مشروع صغير .. لذلك يعد رائد الأعمال وفكرته البذرة الأولى لإنشاء مشروع صغير...
والرائد في اللغة قديماً هو الذي يتقدم القوم فيرتاد لهم الكلأ والمنزل (أي يطلب ويوفر لهم المأكل والمسكن) ويقال في الأمثال: الرائد لا يكذب أهله، يقال راد يرود روداً وريادةً... إذاً هو الذي يتقدم القوم أو القافلة.

وحديثاً لم يختلف المعن ، فالرائد أو الريادة تعني التقدم أو السبق في ميدان من ميادين الأعمال. كما وتعني من يدير شيئاً جديداً في ميدانه أو يبتكر شيئاً جديداً يلاقي طلباً ورواجاً... والريادة في الأعمال لقبٌ يمنح لمن ينشئ مشروعا جديداً أو يقدم نشاطاً وفعاليةً إلى الاقتصاد أو يبتكر مشروعاً لو منتجاً جديداً.

يتمـتع رياديو المشروعات الصغيرة بخصائص شخصية تميزهم عن غيرهم، وتجعلهم أقدر من غيرهم على البدء بمنشآتهم الخاصة وإنجاحها ومن هذه الخصائص :

• القدرة على الإبداع والابتكار واقتناص الأفكار وانتهاز للفرص:
تمثل خاصية الإبداع والابتكار المفتاح الأول للريادي الناجح، فالفكرة المبتكرة هي المادة الخام التي يصنع الريادي منها النجاح. والريادي لا يدع الفرصة تفوته دون التفكير في طرق تحسين وتطبيق هذه الفكرة.
إن الريادة الناجحة – التي تقود المنشأة للنجاح – هي التي لها القدرة على انتقاء الفرص المتاحة في السوق والتي لم يدركها الآخرون.

• الإصرار والمثابرة
لا يعرف الريادي اليأس أو الإحباط فهو يتخذ القرارات المستمرة لمواجهة العوائق والتحديات.

• الثقة بالنفس
يعبر الريادي بثقة عن قدراته في إكمال المهام، ومواجهة التحديات ، ويتمسك الريادي بآرائه في مواجهة كل ما يُعرّض العمل للفشل، ويسعى الريادي إلى الاستقلال من سلطة وسيطرة الآخرين، فهو يتحمل المسؤولية عن كل قراراته ويعزي أسباب النجاح أو الفشل إلى نفسه.

• القدرة على تحمل المخاطرة المدروسة
إن الريادي مخاطر لكنها المخاطرة المدروسة فهو يحـسب ويتوقع المخاطـر، ويقـيّم الـبدائل، ويتخذ الإجـراءات اللازمـة للحـد من المخاطر أو التحكم في النتائج.

• المبادرة
يقوم الريادي - من تلقاء نفسه - بأفعال تتجاوز متطلبات العمل، وينجز الريادي الأعمال قبل أن يطلب منه ذلك أو تفرضها عليه الأحداث، ويعمل على توسيع العمل ليغطي منتجات أو خدمات جديدة.

• الالتزام بالعمل والمتابعة
يضع الريادي أولوية قصوى لتأدية العمل على أكمل وجه، ويتحمل الريادي المسؤولية كاملة عن المشاكل المتعلقة بإكمال التزامات العمل، و يعمل الريادي مع العمال أو في مكانهم لإنجاز العمل، وهو لا يدخر جهداً في إرضاء الزبائن، ويوفي الريادي بالتزاماته حتى وإن قام بجهد إضافي، ويشرف الريادي شخصياً على كل جوانب العمل، ولدى الريادي الرغبة الشديدة في الإنجاز والنمو.

• التخطيط المنظم
إن الابتعاد عن التخطيط يؤديان إلى الفشل، ذلك أن التنبؤ بالمستقبل والتخطيط له أمران مهمان للبقاء على حالة الريادية واستثمار معطياتها. فالريادي يحدد أهدافه، ويضع الخطط للوصول إلى الأهداف ضمن أطر زمنية محددة، و يعدل الريادي الخطط في ضوء تقييم الأداء والإنجاز، ويخطط الريادي لتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام فرعية صغيرة محددة بزمن، ويقيم الريادي البدائل المتوفرة والممكنة ويتخذ الريادي أسلوباً منطقياً ومنظماً في تنفيذ النشاطات.

• القدرة على حل المشكلات
يسعى الريادي إلى تحويل المشكلة إلى فرصة، فهو لا يلعن الظلام بل يحاول أن يشعل شمعاً فيهتم بحل المشكلة دائماً وليس بالحديث عن المشكلة، ويحدد الريادي استراتيجيات بديلة للوصول إلى الهدف، ويولد الريادي أفكارا جديدة وإبداعية للوصول إلى الهدف، كما انه يتعلم من الأخطاء والتجارب ويكون قادراً على التعامل مع الفشل.

• الحزم
يواجه الريادي المشاكل مع الآخرين مباشرة. يحدد الريادي للآخرين ما يجب عليهم أن يعملوه للوصول إلى الأهداف. ويوجه الريادي ويعاقب أولئك الذين يخفقون في أداء ما طلب منهم.

Tweet